خبز الشهادة


 

تتصفح آخر الأخبار. تدعو لإخواننا وأخواتنا في غزة. تظن أنك قوي نفسياً لأنك تدري إن إخوانك أولئك في غزة شهداء قد أخذوا تذكرة مباشرة للجنة بإذن الله، وتدري أن الإقتصاد الإسرائيلي رغم دعم الشيطان الأكبر أمريكا في هبوط مستمر، وتدري أن هناك شيء هائل يقترب. سد يكاد أن ينهار، وانفجار رهيب سيصيب آل صهيون. تظن هذا ثم ترى صورة خبز عادي تماماً، ورغم ذلك لا تدري لماذا تحطمت كل قوتك.

 ثمة قصة قصيرة تدعى خبز الفداء للكاتبة سميرة عزام. فيها يجد البطل نفسه مضطراً بين اختيارين. إما الموت جوعاً مع رفاقه، وإما أكل خبز لُوث بدماء الفتاة الرقيقة المناضلة التي يخفق قلبه بحبها. هو تنبؤ غريب لما يحدث اليوم. ذاك خبز مُدمى في غزة بعد قصف المخبز. الفارق أن خبز سميرة عزام كان فداءً لأرواح أشخاص كادوا يموتون جوعاً، أما خبز اليوم فهو شهادة على إبادة جماعية تحدث بحق أهل غزة أولاً وأهل فلسطين ثانياً. ولسوف يأتي يوم القيامة وينطق هذا الخبز ويخبر ما حدث. وسيضحك الشهداء ويبكي البغاة.

ويلكم يا آل صهيون اليوم، ويا آل صهيون في كل زمان ومكان. صدقتم فالدم رخيص في الدنيا، لكن ثمن الفاتورة ليس اليوم.

تعليقات

  1. كلما تذكرنا تلك الصقور و هي تجتاح السماء الاسرائيلية و بذاك المشهد نرى ان الفقاعة قد انفجرت و الهالة العظمى قد تبخرت لتلك البلاد .
    فذلك الوحش الذي عملت امريكا على صناعته و غذته بالبروجاندا حتى صار ذكر اسمه يمثل عظمة تأتي بعد العظمة الالهية . فنرى أن شوكتها قد كسرت و تعرت ضعيفة هزيلة تستند على خيرات و اموال البلدان الاخرى.
    و لكن في السابع من اكتوبر برأيي ان هناك تاريخ جديد سوف يبدأ و سترقم الاحداث بعد ذلك بما قبل طوفان الاقصى و ما بعده .
    فهي ليست ثورة وطنية بل هي انقلابا تأريخيا قد ظل لسنين عديدة تخطه امريكا بيدها تموه و تعظم ما أرادت .
    و من اهم نتائجها أنها قد ازالت النقاب فالمؤسسات الانسانية العالمية هو وسام وهمي تضيفه امريكا لبدلتها المزيفة و حقوق الانسان هي شعارات حفظتها لتضفي صبغة حقيقية لدولتها التي بنيت فوق دماء الهنود.
    فما بعد هذه الثورة قد تمزق النقاب و تههدلت البدلة كاشفة مواطن الزيف حتى للشعب الامريكي فكان ذلك اشبه بالثورة الابراهيمية التي اقامها نبينا ابراهيم و هو يكسر الاصنام بيوم الزينة كما كسر قادة حماس تابوه العظمة الذي تصطك منه اسنان حكام الخليج و ترتعد لها فرائصهم.
    حينها عاد الجميع الى رشدهم حينما اخبرهم بأن كبيرهم من فعل ذلك ف اسألوهم ان كانوا ينطقون ، كما عاد الرشد لجميع سكان العالم و هم يرون تلك القوة العظمى هزيلة تداري ضعفها امام صورايخ محلية صنعها قادة المقاومة بأيديهم ..
    و لكن لنأمل بأن الانتكاسة لن تكون سريعة كما كانت مع قوم عاد .
    و بأذن الله ستكون هذه فاتحة لباب تاريخي جديد تتغير فيه المواقع فالضعيف ما عاد ضعيفا و القوي صار يرتعش خوفا .
    بل صرنا نرى الاف من المتظاهرين حول العالم و كأن الحجاب قد رفع عن اعينهم و هم يشاهدون تلك المجازر و التي تعد جريمة يندى لها جبين الانسانية .
    إن صقور المقاومة هم رجال فعلا صنعوا تاريخا جديدا . و ان لم يتحقق النصر المادي بعد فالفوز بنجاح القضية و كشف الحقائق قد تحقق لهم منذ البداية.

    ردحذف
  2. هل يختلف من يتحكم بمن !إن الاثنين وجهان لعملة واحدة فما قام به بالامس كولومبس مع الهنود الحمر و هو يرسي سفينته على جزيرتهم و يدخلها كونه ضيفا . و ما ان يكرموه حتى ينكل بهم لآخر فرد فيقطع دابرهم و يمحو ذكرهم . و هذا السيناريو
    ذاته يعاد اليوم و بالطريقة نفسها و من الفئة نفسها و هم يحاولون خلق شئ من العدم.
    و إلا فأن امريكا أساسا ما هي إلا دولة حديثة المنشأ لا تملك تأريخا تعزز به نفسها فأين هي من أريحا و بابل و سومر .
    و اذكر اني قد سمعت احد الاشخاص يقول يوما بأننا لم نرى قط دولة تتحدث عن خطر وجودي ما ان تتعرض لأزمة عنيفة كالكيان الصهيوني و هو الوجه الاخر لأمريكا . ولكن هذا يثبت أن ما أنشأ حديث العهد و دون أساس حقيقي و تأريخي يكون مصيره إلى العدم مع أول زلزلة لأرضهم.

    و في الختام نسيت ان اذكر ان المقال القصير كان معبر و محزن في الوقت ذاته . بالمناسبة انا فتاة ^_^.

    ردحذف
    الردود
    1. نعم معكِ حق أختي الكريمة. كلاهما وجهان لعملة واحدة، لكن الشعب اليهودي-الصهيوني مميز أكثر من الشعب الأمريكي. وأضم لهما إنجلترا لأنها منذ قرون وهي دولة استعمارية خبيثة في المقام الأول وهي السبب فيما نحن فيه اليوم.
      وتظل، إسرائيل هشة بدون دعم أمريكا. وإذا اتحدنا كعرب قد نمحوها محواً، لكن مجددا، القول أسهل من الفعل. كل دولة عربية تخاف على اقتصادها الذي سيتأثر بدخول حرب، وتخاف من غضب أمريكا، وتخاف وتخاف وتخاف إلخ..
      أحيانا، أحب أن أرى أن إسرائيل حيوان أليف لدى أمريكا. وصاحب الحيوان الأليف سيفعل كل شيء ليحميه.
      عموما أشكر جنابكِ الكريم على التعليق الجميل. وأعذريني لم أدرِ أنكِ فتاة.

      حذف
  3. معذور أ/ براء جل من لا يخطئ .عموما انا متابعة لك قديمة من موقع كابوس و أتمنى لك مزيد من التقدم و النجاح.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكر جنابكِ الكريم على المشاعر الطيبة. تحياتي.

      حذف
  4. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم كلما اشتد عدوان الظالمين اوقن بأن حسابهم عند الله سيكون شديداً فإن الله عز وجل يمهل ولا يهمل ويرى كل شيء، أما الشهداء الأبرار لا خوف عليهم فمقامهم عند الله عالٍ في جنة النعيم. الله ينصر فلسطين الأبية وفلسطين ستظل حرة حرة حرة رغم أنوف الصهاينة الجبناء🇵🇸

    ردحذف
    الردود
    1. صدقت. لا خوف عليهم. لكن المشكلة أن بعضنا وربما أكثرنا لا يحتمل المناظر نفسياً. مفارقة عجيبة. نعرف أنهم بإذن الله شهداء، لكننا في ذات الوقت حزانى. ما باليد حيلة.
      لا أذكر مٌن من المشاهر الأجانب قال بما معناه، هم يعلمون أنهم سيسقطون، لذا يحاولون تدمير كل شيء في الطريق.
      عموماً شكراً على الزيارة والتعليق. أؤمن على الدعاء، وأسأل الله أن يكون قدره لطيفاً خفيفاً على أهل غزة. بإذنه عاشت حرة🇵🇸

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرجل الذي لا يعرف

انتهى الدرس

الرجل الثاني على اليمين