المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

خبز الشهادة

صورة
  تتصفح آخر الأخبار. تدعو لإخواننا وأخواتنا في غزة. تظن أنك قوي نفسياً لأنك تدري إن إخوانك أولئك في غزة شهداء قد أخذوا تذكرة مباشرة للجنة بإذن الله، وتدري أن الإقتصاد الإسرائيلي رغم دعم الشيطان الأكبر أمريكا في هبوط مستمر، وتدري أن هناك شيء هائل يقترب. سد يكاد أن ينهار، وانفجار رهيب سيصيب آل صهيون. تظن هذا ثم ترى صورة خبز عادي تماماً، ورغم ذلك لا تدري لماذا تحطمت كل قوتك.  ثمة قصة قصيرة تدعى خبز الفداء للكاتبة سميرة عزام. فيها يجد البطل نفسه مضطراً بين اختيارين. إما الموت جوعاً مع رفاقه، وإما أكل خبز لُوث بدماء الفتاة الرقيقة المناضلة التي يخفق قلبه بحبها. هو تنبؤ غريب لما يحدث اليوم. ذاك خبز مُدمى في غزة بعد قصف المخبز. الفارق أن خبز سميرة عزام كان فداءً لأرواح أشخاص كادوا يموتون جوعاً، أما خبز اليوم فهو شهادة على إبادة جماعية تحدث بحق أهل غزة أولاً وأهل فلسطين ثانياً. ولسوف يأتي يوم القيامة وينطق هذا الخبز ويخبر ما حدث. وسيضحك الشهداء ويبكي البغاة. ويلكم يا آل صهيون اليوم، ويا آل صهيون في كل زمان ومكان. صدقتم فالدم رخيص في الدنيا، لكن ثمن الفاتورة ليس اليوم.