المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٣

الرجل الذي لا يعرف

صورة
  كان محمود الشناوي لا يعرف شيئاً. يوم ماتت ابنته الصغيرة ذات الأربعة بين يديه سألته امرأته باكية أن كيف حدث ذاك فأجاب أنه لا يعرف. قال لهما الأطباء أن سبب وفاتها سكتة دماغية حدثت فجأة دون سبب. محمود الشناوي رجل مستقيم. يعرف خالقه وله طريق معه. إذا مشى وإذا نام وإذا اختلى بنفسه شعر بعين تراقبه. وهو يدرك أنها ليست عين خلق بل عين خالق. يصلي ويستغفر ثم يلتمس التقوى في أفعاله وأقواله، حتى مع ظالميه. محمود الشناوي لا يعرف لماذا جاء للدنيا. كبر في دار أيتام وحينما سأل لماذا أنا هنا لا يخبروه فصار لا يعرف أن أمه قتلت أباه وتركته وهربت. وحينما وجدوه رضيعاً هزيلاً جانب جثة المغدور كان هادئاً. أرضعته أم سماح الجارة وهي تستغفر من شر إنس يترك الرضع للجوع، وكانت تسأل نفسها كيف جائع لا  يبكي! بل كيف رضيع لا يبكى! محمود الشناوي لم يبكِ قط في حياته ولا يعرف لماذا. لم يحب امرأته قط ولا يعرف لماذا رغم أنها كانت تعشقه في السر والعلن. أذنب في حقها مرات ولا يعرف لماذا. لمس نساء لسن له وليس لهن ولا يعرف لماذا. وتاب بعد الذنوب ولا يعرف لماذا. سلك بعد الهوى طريق الله كاملاً مكملاً مستقيماً دون اعوجاج ولا يعرف