المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٣

لستُ مزيفة

  ملحوظة: قد لا تناسب الكلمات التالية ضعاف القلوب والأطفال. هذه قصة تابعت أحداثها يوماً ما وهزت كياني. لا أعلم من الكاتبة ولا أعلم إن كانت قصة حقيقية أم لا لكني أعلم أن سنوات طويلة مرت عليها ورغم هذا لا أنساها، صحيح قد لا أتذكر تفاصيلها بالضبط لكني أتذكر ما تدور حوله. وقرأتها على قسم مريب من أحد أقسام موقع reddit. وكنت حينها مولعاً بمواقع الرعب الأجنبية المشهورة إياها أمثال creepypasta وأقسام رعب reddit و4chan إلخ... أي حدث هذا في ذات فترة كنت أهتم فيها جداً بتلك القصص، وبالرعب عموماً.  القصة كانت مرفقة بصورة، وأذكر أن الصورة هي التي جذبتني لقراءتها، وكانت لإصبع بشري موضوع على طاولة ومصور بكاميرا هاتف. امرأة تحكي فتقول إنها وأثناء إعلان خطبة شخص ما كانت تحبه من فتاة ما كانت تكرهها، أرسلت له تحذيراً بأن يبتعد عنها. تقول ظنها مزحة فأرسلت ثانياً وثالثاً ولم يجب أو يستجب، والآن هذا مصير من لا يستمع للتحذيرات. وأنتهى ما لنقل إنه -منشورها- الأول. برسالة أن هذا إصبع الرجل إياه وقد قتلته. بالطبع، الأشخاص في هذه المواقع متشككين في كل كلمة يكتبها أي شخص ويدعي أنها حقيقية، ذاك أن أشياء كهذه قد يت

دعنا على الحافة

صورة
  لا شيء يتغير. يعلمان هذا. التاريخ يغير الأثواب وجسده كما هو. لا يشيب ولا يصغر. الألوان باهتة، لكن الحكاية واحدة. الأصوات بعيدة، لكنها تدندن بذات اللحن. الجراح غائرة، لكنها تفيض بذات القيح. يسأل هداية بعد أن ارتكنا إلى الشاطئ الفارغ: - أكنا هنا ذات يوم؟ تقول وقد لمع جبينها تحت ضوء القمر: - لو لم نكن فهانحن ذا. - تؤمنين بالقدر؟ - ولا شيء سواه. - القدر ساقني إلى حبك. - وساقني إلى أماكن أخرى. أتعرف الرابط؟ إنه العبث!  يزفر بضيق: - شيء لا أتحمله. لا ترد. يواصل محاولة حثها على الكلام، على الإدلاء بما يثور بداخلها من مشاعر: - السؤال، الأعجوبة والأحجية، كيف تقبلين بي في السرير، ولا تقبلين بي في منزلنا سوياً! تقبلين العبور وترفضين الحب!  تسأله دون أن تحرك عينيها نحوه: - وأنت حبيب؟ - أحسب نفسي ذلك! رجل قضيتِ معه طفولة ومراهقة ونضج! كيف لا يعشق كل جزء منكِ وقد بات في مساكن حبك حتى ثمل ومات وأُعيد أحياؤه!  تنظر للأعلى وتقول: - القمر جميل من بعيد.  يقبض على حفنة من الرمال بقوة، وكأنما يعاقب الرمال على غضبه. هداية عابثة. هداية مجنونة! - الثأر من العجز، ذاك ما أحلم به حقاً!  - تحلم بالثأر من نفسك،

عنبة

ملحوظة: هذه القصة لا تمت للواقع بصلة.  عنبة شاب عشريني. له كشك مشروبات ساخنة في موقف سيارات، والاسم اسم فقط لأنه لا يقدم سوى الشاي ونادراً القهوة. عنبة له ماض وتاريخ لا يحب تذكره، لكنه يعيش فقط. لا أحد يعرف قصته وهو كتوم بكل حال. ويكره النساء حتى ظنه الظانون مثلياً. عنبة وعي على الدنيا في الشارع. لا يعرف من أنجبه ولماذا. حوله أناس يتكلمون ويذهبون ويجيئون في سيارات. يشعر بألم في بطنه فيعرف أنه يجب أن يأكل. وهكذا يتعلم أول شيء في هذه الدنيا. هو يجب أن يأكل ليعيش. هكذا يمضي ليستجدي الناس طعاماً أو ما يجلبه. وكان ابن خمسة أعوام حينها وينام في الشارع. بعدها يتعلم الكثير من الأشياء. منها أنه من الأشرف والأفضل له العمل بنفسه وعدم مد اليد للغير وهذه تعلمها وحده. هكذا يمضي عنبة إلى السعي فيعمل وهو في السادسة في مقهى رجل عجوز. عنبة حيوي هزال ويحبه الناس. ضعيف الشخصية لكنه تعلم أن يكون قويها من الظروف حوله. يكاد يموت عدة مرات وأصابعه مليئة بجروح إثر المشاجرات. يكبر في المقهى حتى يصير في الخامسة عشرة. لا يكتب لا يقرأ لكنه حلو اللسان. عليه أعين كثيرة لكنه لا يبالي.  ذات يوم تناديه امرأة النجار من ش

الأسود في الأبيض

صورة
  في رائعته، دعاء الكروان، يقول طه حسين على لسان بطلته آمنة "إني لأخشى إن انجابت عنا هذه الظلمة وغمرنا الضوء، أن يكره كل واحد منا النظر في وجه صاحبه" أي أن الحقيقة لن تعجبنا. ولقد سمعنا كثيراً مقال أن القمر جميل من بعيد، وأن كل شيء جميل لطالما لم نتعمق به. وهو كلام سليم بالطبع، عدا أنه يحتاج لمزيد من التفصيل. مثلاً أن لدينا نحن الناضجين قدرة على تحويل كل ما هو سيئ إلى جيد. هكذا تجد منا من يحبون القهوة المرة ويحبون الاستحمام بمياه باردة ويحبون الأكل الحار الذي يؤلم الفم إلخ.... المقصد هو أنه ربما يجب أن نتعمق بالشيء الجميل حتى نكتشف شيئاً فيه نحبه أكثر. ربما يجب أن نقترب أكثر من القمر حتى نكتشف أن حفره القبيحة في الواقع شكلها جميل. كلام فارغ؟ ربما. لكن الأكيد هو أنك لا يجب أبداً أن تخاف الاقتراب من الحقيقة أو من الشيء الجميل بمدعاة أنك إذا اقتربت فلن تجد ما يرضيك، فما ذاك إلا هروب وخوف قد يجلبان ندماً أو قد لا يجلبان ما تستحق رؤيته ومعرفته.

نبوءة الذئب ج2

صورة
  جثا الطبيب الأخصائي يفحص بطن عزة الصغيرة. كان ذاك مروره الأسبوعي الصباحي على المشفى. أثارت علامات العضة شيئاً في نفسه. ذكرى قديمة أراد أن ينساها. يقف عن الطفلة ويسأل الطبيب المسؤول عن حالتها : - أهلها بالخارج؟ - نعم. يتحرك الأخصائي خارجاً من قاعة العناية. يتبعه الطبيب فيشير لهاني وسيد أن يحضرا، حتى فعلا سألهما الأخصائي : - والد عزة أعتقد؟ يهز هاني رأسه : - نعم . - لدي سؤال غريب لك.. هل رسمت عزة أي شيء قبل إغمائتها؟

نبوءة الذئب ج1

صورة
لم ي كن هاني الشهير بهاني "فتلة" من ال مؤمنين بحرية الرأي واختلاف وجهات النظر. لما أخبرته ابنته الجامعية أنها تريد الخروج في رحلة لجبل كاترين مع زميلاتها وزملائها ضحك ولم يرد عليها، وتالي يوم كان يمشي في الشارع بملفها المسحوب من الجامعة، وحين بكت أخبرها أنها لبيتها وزوجها فقط وأنه ملعون العلم وطالب العلم. يوم ولادته ماتت أمه وكان ذلك أول خدش له من أظافر الدنيا. ميكانيكي سيارات نحيل أصلع. يبصق كثيراً ويشرب الشاي بمعدل خمس أكواب يومياً. يزاوج شوقية حب عمره القديم الذي لم يتحول للعنة كما يحدث دائماً. عاشا قدراً جميلاً من الحب في شبابهما، ثم ها هي ذي حرارة الأيام تذيب ما بينهما وكأنما لم يكن يوماً. يدركان بعد أول طفل أنه لم هناك مكان للحب. ينظران فوقهما فيجدان الثقيل من الأحمال ينتظرهما ليرفعاه. أفواه تنتظر الطعام وعقول تنتظر العلام. الحب مع كل ذلك يبدو رفاهية أو أنانية. هكذا يتبدل الحال بينهما. من حب وشبق إلى احترام متبادل. هو يراها عامود البيت وهي تراه سقف البيت. يعطيها مكانتها وتعطيه مكانته. ويتفقان على شيء بسيط. لا مكان للقبلات بين العامود والسقف.

حوار مع عم صابر ج2

صورة
أقرأ الجزء الأول من هنا   كنا قد وصلنا في نهاية الجزء الأول إلى نيتي لمقابلة ابن عم صابر لأسأله المزيد عن اللغز الحي، عم صابر. الحق لم تواتني الفرصة ونسيت أو تناسيت الأمر. قلت في سري ما لك ومال الناس! رجل يقرأ، أكثير على البسطاء أن يقرأوا! وبدأ داخلي صراع نفسي مبهر. واحد طيب يقول انس الأمر وعش حياتك، والآخر يقول والله لأعرفن أكثر! انتصر الطيب في النهاية وظننت أن هذه هي نهاية الحكاية. لكني وذات ليلة عودة وجدت ظلاً غير ظل عم صابر يقف على عربته. وذهبت له وهالني الشبه الكبير بينه وبين عم صابر. وحتمت أنه ابنه لكني رغم ذلك سألت عن عم صابر على سبيل اجترار الحديث. قال ابنه وقلت صحيح تشبهه جداً. كانت العقول متقاربة. ورأيت فيه مراهقاً فطناً يعرف أكثر من المعتاد لسنه، وتلك طبعاً اسمها مكاسب القراءة. أخبرني ليلتها أن عم صابر مريض وأنه يحل محله. وداخلي رأيت ما يشبه السيناريو المخيف. عم صابر جديد في الصنع! ف النهاية تركته بعد أن ابتعت من عنده عشائي. في الليالي التالية تكرر ظهوره وظهر بيننا خيط صداقة رفيع. وعلمت بعدها منه أن عم صابر لم يعد مريضاً لكنة عهد لابنه بالعربة وهو في إجازة -يستجم- فيها. وطال