السماء لا تعرفني
السماء لا تعرفني. أتذكر تلك الكلمات جيداً، يتردد صداها في ذكرياتي كلما نسيت، وكيف أنسى إذن! هل كان ديسمبر؟ ربما. إني أسمعها، أصوات بعيدة تهمس في أذني "ما كان عليك تركها" عميقة مثل جُب بئر، بعيدة مثل الغمام في السماء، يتردد صداها في البئر، وتمر مبتعدة كما السحاب. تفيض البئر وترعد السماء. يثور كياني ولا أجيب. لا أحد يعرف قصتي. لا أحد يعرف قصة الحطاب الوحيد ساكن الكوخ في الغابة. هي؟ رأيتها بين الأشجار والثلوج فحسبتها شبحاً. تطالعني فأطالعها. أول لقاء بين الحطاب وبين الشابة الغامضة التائهة. صامتة تحمل هموم العالم فوق كتفيها. تحدق في سرمد أبدي. يظن المرء أنها تبحث عن معنى الوجدان هناك في تلك الظلمة البعيدة. يسألني قلبي عن سر شغفي بشبيهة التماثيل التي تجلس قبالتي على الطاولة. السكون في تصرفاتها أقول، الوهج المنطفيء في عميق عينيها. برودة يدها ونعومتها، تلك اليد التي وجدت منزلاً في يدي تستغيث بدفئه ولا تمانع خشونته. طوّقت أصابعها سبابتي كما يفعل الطفل الصغير فأتاها منزل يدي الأخرى ليعم الدفء في أرضها الناعمة. حزينة كانت. متألمة بدت. ليلتها وهبتها سريري ونمت أرضاً، وضربتني دهشة ح