المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٤

انتهى الدرس

صورة
بين الحين والحين أحاول نشر قصة أو خواطر عادية ولا أجعل المدونة مرتعاً للعناتي على أولئك بسبب ما يحدث الآن، لكنني وبصراحتي الفجة أشعر بالحرج في أن أتكلم في شيء غير الذي يحدث الآن. أعلم أن عجلة الحياة يجب أن تسير ولا يجب أن نوقف حياتنا كلها بسبب هذا، لكن المرعب أننا نألف الأمر ولم يعد أحد يتكلم. ولأني صرت أقرف من كتابة اسمهم، ولأن قلمي فقد حتى قدرة الكتابة المعقولة، فإذا كتبت سأسب سباباً لا يليق بي لكنه بكل تأكيد يليق بهم، قررت أن أجلب أحدهم من الماضي ليتكلم عوضاً عني. هذه مقالة كُتبت قبل عقد وثلث تقريباً، للراحل العظيم -رحمه الله- د. أحمد خالد توفيق. تذكرتها اليوم وما أشبه اليوم بالبارحة، فعلى ما يبدو، موضوع الأطفال هذا هواية محببة لهم منذ زمن. ذكرى بحر البقر. سأحكي لك يا مريم قصة كالتي حكيتها أمس.. في سنك تحلو القصص و التحليق بجناحين شفافين في أنسام الخيال، ولست أنسي لمعة عينيك السوداوين الجميلتين وأنفاسك المتلاحقة وأنا أحكي لك عن سندريلا عندما اقتربت عقارب الساعة من الثانية عشرة فراحت تركض كالملسوعة هاربة من الحفل. كنت خائفة مذعورة، وبرغم أنني أكدت لك أن نهاية القصة سعيدة؛ فإن النهايا

هِباتٌ صغيرة

صورة
  لم يكن يدري السبب، وقد قضى سنيناً من عمره في التساؤل: لماذا أنا بالذات؟  ليس تساؤل مظاليم، بل تساؤل مُنعّمين. وكان هاجسه يخبره: هل أنا المختار؟ هل يجب عليّ فعل شيء معين بما ملكت؟ وقلبه يعنّفه: أرأيت ذو نِعم يسأل عنها بدلاً من الشكر!  هكذا، يقضي يومه بالشكر وينام راضياً. ذاكرته طويلة الأمد، ولا ينسى أبداً يوم شيّع أحبته لآخر مرة وهم يخرجون مودعين من غرفة التخدير بالمشفى. كان حينها يستعد لجراحة ضرورية في عينيه، وكان سعيداً أن ألم مخه وعينه سينتهي أخيراً، وينتهي أخيراً أخبروه، ولم يخبروه أنه سيفقد البصر. خافوا إن عرف رفض، وإن رفض مات، فأخذوا عنه قراراً لم يكن ليملك الشجاعة على أخذه لواحد منهم كما اعترف لنفسه فيما بعد وحينما علم بالحقيقة. حاولوا تبرير الأمر له بعد علمه، فقال شقيقه الأكبر: - الحياة لا زالت ممكنة، لا تيأس. وقال والده الذي قارب الكهولة: - الآن انس الأمر. عندي لك مفاجأة، وجدت زوجة هي لك ترضى، فما رأيك؟ وقالت أخته الصغيرة وآخر الحاضرين: - ثمة عظماء فقدوا أبصارهم، وما زادهم ذاك إلا إصراراً. ولكم كان القول قاسياً على روحه آنذاك! كان كثيراً ما يفكر في حكايته. كيف البارحة كان سيت