المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٤

الزوج الأزرق

صورة
 يجلس على الشاطئ ساهماً، يطالع أفق غروب برتقالي، سائراً داخل عقله في رحلة الذكريات التي كانت محطتها النهائية اللحظة التي يعيشها ويتنفسها. يسمعها وهي تجلس جانبه على الرمال. لا يأتي برد فعل ويتركها تمسك بيده وتريح رأسها على كتفه. يراجع ذكرياته مجدداً.  في قرارة نفسه، كان يعرف أنها غير طبيعية، لأي مدى؟ يسأل نفسه، لمدى بعيد للغاية، يجاوبها.   في البداية، وقبل دقائق مرت، كان لا يذكر كيف قابلها لأول مرة، لكن كان يقول لنفسه أنه بالتأكيد في الشتاء، لأنه يذكر الجو البارد. كان ثملاً لكنه ما انفك يفكر لنفسه أن ذلك غريب، إذ كان لا يذكر أي شيء عن ذلك اليوم سوى محطات توقف صغيرة، مثلاً، قد كان لا يعلم ما الذي جذبه إليها، لكنه كان يعلم يقيناً أنه ليس لون عينيها، لأنه كرهه أيما كره في ذلك اليوم، قد كان يذكّره بشكل فج، بلون عيني شخص ما يغيظه، ذات الشخص الذي ثمل كي ينساه.  المحطة التالية التي يذكرها هي حديثها معه، ثملة كما كانت هي الأخرى، وعلى ضوء القمر، سألته بالإنجليزية: - تحدق فيّ كثيراً، هل أنا جميلة؟ مجدداً، لا يذكر رده ولا يذكر شيئاً عن ذلك الاتصال الأول، وتلك محطة أخرى مضت. عند لحظة ما، يذكر أنها